Back to top
19 نوفَمْبِر / تشرين الثاني 2021

دعوة المنظمات السودانية والدولية إلى وضع حد للهجمات ضد المدافعات عن حقوق الإنسان والمتظاهرات السودانيات

منذ بداية الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، واجهت المدافعات عن حقوق الإنسان السودانيات والمتظاهرات السلميات انتهاكات متزايدة. أدى قطع الإنترنت الذي كان مستمرًا منذ ذلك الحين إلى زيادة المخاطر التي تواجه المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان وقيّد بشدة جهودهن في مراقبة وتوثيق الانتهاكات التي يرتكبها الجيش وقوات الأمن ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمدنيين في السودان. تعمل مجموعات حقوق المرأة في سياق إغلاق كامل للمساحة المدنية والقيود المفروضة على الحركة والتواصل. تواجه المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان حملة قمع غير مسبوقة حيث يستهدف قادة الانقلاب الصحفيين وأعضاء لجان المقاومة وقادة النقابات والمحامين والطلاب ونشطاء المجتمع المدني.

 

عكست مقاطع فيديو لنساء سودانيات يتعرضن للضرب أثناء وبعد الاحتجاجات في عدة أحياء بالخرطوم ومدن أخرى على أيدي أفراد من قوات الدعم السريع وقوات الأمن الأخرى حجم العنف المعلن ضد النساء في الشوارع. تعرضت المتظاهرات للضرب والإساءة اللفظية من قبل القوات المشتركة. وفي الليلة الأولى للانقلاب داهمت القوات العسكرية مساكن طالبات جامعة الخرطوم حيث تعرضت هؤلاء الشابات للضرب والعنف اللفظي وأجبرن على إخلاء المسكن في منتصف الليل. قالت إحدى الطالبات: "لقد صدمنا من الجنود الذين حملوا البنادق والعصي وقاموا بضربنا أثناء نهب ممتلكاتنا. وجهوا إلينا الشتائم وأمرونا بإخلاء المساكن. لم نكن نعرف إلى أين نذهب لأن الإنترنت كانت مقطوعة ولم نتمكن من الاتصال بأسرنا. كانت ليلة رعب لنا جميعا ."

 

قُتلت سِتي ألنفر أحمد بكر، وهي ممرضة تبلغ من العمر 24 عامًا ومدافعة عن حقوق الإنسان، في 17 نوفمبر 2021 خلال احتجاجات في بحري حيث أصيبت برصاصة قاتلة في ذقنها من قبل قوات الأمن. وقد أصيبت عشرات المتظاهرات خلال احتجاجات الأربعاء ضد الانقلاب، كما أُعتقلت 9 محتجات بالخرطوم ونُقلن إلى سجن النساء بأم درمان. وبحسب قوانين الطوارئ، فإنهن يقبعن في السجن لمدة أسبوع دون محاكمة وتوجيه تهم واضحة. وأُعتقلت متظاهرتان أخريان في مدني بولاية الجزيرة. وتضمنت الانتهاكات التي طالت المتظاهرين السلميين خلال مسيرة 17 نوفمبر 2021 اعتقال عاملين في القطاع الطبي ومداهمات للمستشفيات ومنازل المدنيين. كما تم وضع أحياء في شمال الخرطوم تحت الحصار ومُنعت سيارات الإسعاف من دخول المنطقة لإخلاء الجرحى من المحتجين وانقطعت الاتصالات المحلية والكهرباء في الخرطوم لساعات.

 

قُتل سبعة أشخاص وأصيبت عشرات النساء خلال الاحتجاجات التي اندلعت في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021. أصيبت الفتاة ريماز حاتم البالغة من العمر 13 عامًا برصاصة في رأسها أثناء وقوفها أمام منزلها وتوفيت في المستشفى في 14 نوفمبر 2021 نتيجة لذلك. في نيالا، جنوب دارفور، قُبض على ما لا يقل عن 12 امرأة خلال الاحتجاجات، وورد أن 6 نساء أخريات أُعتقلن في أم درمان.

 

تواجه النساء في السودان حاليًا تزايدًا سريعًا في عسكرة الدولة في الحياة اليومية. تتعرض حركة حقوق المرأة في الأماكن العامة للتهديد من جراء الانتشار المكثف للقوات حول الخرطوم وجميع أنحاء السودان. تعيش النساء العاملات، وخاصة البائعات المتجولات، في ظل خوف دائم من التحرش والعنف أثناء العمل في الشوارع. قالت بائعة متجولة: "لقد أرهبتنا أعداد الجنود في الشوارع، ولم نعد نشعر بالأمان للعمل في الصباح الباكر أو في فترة ما بعد الظهر".

 

يتعرض سلام وأمن المرأة في السودان لتهديد كبير مع الانتشار المتزايد للقوات المسلحة في مختلف المدن وسيطرة الجيش على الحركة، بما في ذلك نقاط التفتيش والإغلاق المستمر للجسور والطرق والضرب والتحرش الجنسي في الشوارع. ونتيجة لذلك، تم تقييد حرية حركة النساء السودانيات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. تواجه النساء في مناطق النزاع ومخيمات النزوح تهديدات متزايدة بالعنف الجنسي مع غياب خدمات الحماية والدعم في هذه المناطق. يؤدي تقييد الحركة وإغلاق الإنترنت إلى إعاقة وصول المرأة إلى المعلومات والرعاية الصحية والحماية من العنف الجنسي.

 

أصيبت عشرات المتظاهرات خلال احتجاجات 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بسبب الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات المشتركة بما في ذلك الشرطة وقوات الدعم السريع والجيش. وكان من بينهن سيدتان في أم درمان وثلاث سيدات في بلدة ألفاو بولاية القضارف بشرق السودان. وفي أم درمان، أصيبت المدافعة عن حقوق الإنسان أنيسة ديجنا بعيار ناري في كتفها، وأصيب تيسير أحمد بقنبلة غاز مسيل للدموع في ساقها. في بيان أصدرته يوم 6 نوفمبر 2021، أعلنت لجنة أطباء السودان أن "العديد من تلك الإصابات في حالة حرجة وسيعاني بعضها من إعاقة دائمة".

قامت القوات المشتركة باعتقال عدد من أعضاء لجان المقاومة في الأسابيع الماضية. أُعتقلت عضوة في لجنة المقاومة بالخرطوم لمدة 3 أيام من 25 إلى 27 أكتوبر 2021 وأُفرج عنها بعد تهديدها بعدم مواصلة نشاطها. أفادت ناشطات سودانيات خارج السودان أنه تم تهديدهن وتعرّض عائلاتهن في السودان للاستجواب.

 

تم القبض على ثلاث ناشطات نقابيات في هيئة مياه الخرطوم في 4 نوفمبر 2021، من بينهن رئيسة اللجنة التوجيهية للعاملين بهيئة مياه ولاية الخرطوم رشا المبارك وناشطتان نقابيتان أخريان هما أسماء عثمان وهدى خضر. كما تم اعتقال سواكن إسحاق، عضوة لجنة مقاومة زالنجي بوسط دارفور، وتعرضت للضرب المبرح والشتائم من قبل قوات الأمن في 30 أكتوبر 2021.

 

تخضع آمنة المكي، والية ولاية نهر النيل، للاقامة الجبرية منذ 26 أكتوبر 2021 وقد كانت واحدة من أول سيدتين في منصب الوالي في تاريخ السودان. تلقت أثناء اعتقالها عدة تهديدات من عناصر النظام السابق. ولا تزال تتعرض لخطر سوء المعاملة الشديد حيث أكدت التقارير الواردة في الأيام الأخيرة أنها نُقلت إلى مركز احتجاز المخابرات العسكرية.

 

وفي ألفاو بولاية القضارف، اعتقلت القوات المشتركة في البلدة ثلاث مدافعات عن حقوق الإنسان ومتظاهرات، من بينهن تهليل وقوارير عبد الرحمن. في 9 نوفمبر 2021، تم القبض على الدكتورة نظيفة عوض من لجنة أطباء السودان المركزية واثنين من المدافعات عن حقوق الإنسان خلال احتجاجات في مدينة العُبيد شمال كردفان. وقالت الدكتورة نظيفة عوض أنها تعرضت للتحرش الجنسي من قبل ضباط الأمن أثناء اعتقالها.

 

تم طرد إيمان القريني، عضوة اللجنة التوجيهية لاتحاد عمال البنك السعودي، من وظيفتها لمشاركتها في تنظيم الإضراب والعصيان المدني. كما تم طرد نشطاء وعمال نقابيين آخرين أو ترهيبهم من قبل السلطات لمشاركتهم في العصيان المدني.

 

علاوة على ذلك، وثّق تحالف المدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الانتهاكات التالية: مداهمة المنازل واعتقال النساء والرجال، وقطع الإنترنت والهاتف، واستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، والضرب العنيف للمتظاهرين، واستهداف النساء. تم اعتقال قادة قوى الحرية والتغيير، بما فيهم المحامي طه عثمان، وحمزة فاروق، وشريف محمد علي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد أن انتهوا من الاجتماع بممثل للأمم المتحدة. في 7 نوفمبر 2021، اعتقل الجيش السوداني أكثر من 90 مدرسًا بينهم 48 مدرّسة، وجاء اعتقالهم بعد أن نظمت لجنة المعلمين مظاهرة رافضة للانقلاب. وأفاد المعلمون المعتقلون بأنه تم استخدام العنف والضرب من قبل الشرطة والقوات المشتركة وقد نتج عن ذلك إجهاض إحدى المعلمات، فيما كسرت الشرطة ساقي معلمتين أخريين، إحداهما رحاب حسن. أفادت لجنة أطباء السودان بوقوع عدة إصابات بين المعلمين المتظاهرين. تم الإفراج عن المعلمين بعد أن أمضوا 5 أيام رهن الاعتقال في ظروف غير إنسانية. عند إطلاق سراحهم، أُجبروا على التوقيع على تصريحات تفيد بأنهم سيتوقفون عن المشاركة في أي احتجاجات أو أي نشاط سياسي.

 

وقد وصل عدد القتلى في السودان منذ بدء الانقلاب العسكري إلى 40 قتيلاً فيما أصيب أكثر من 500 شخص. خلال احتجاجات 13 نوفمبر 2021، أصيب أكثر من 215 شخصًا وقتل 7 أشخاص. كما اعتقلت قوات الأمن السودانية 140 متظاهرا في 13 نوفمبر 2021 في مناطق مختلفة بالخرطوم، من بينهم 10 أطفال اعتقلوا في أم درمان، ورفضت الشرطة الإفراج عنهم بكفالة. أما خلال احتجاجات 17 نوفمبر 2021، فقد أصيب ما يقرب من 150 شخصًا، على الرغم من عدم التأكد من الأعداد الفعلية بسبب الاتصالات المقطوعة.

 

نحن الأطراف الموقعة أدناه ندعو:

 

 الحكومة السودانية للإفراج الفوري عن المحتجات والمدافعات عن حقوق الإنسان وتقديم الخدمات الصحية للمصابات.

 

الحكومة السودانية للإنهاء الفوري لاستهداف المدافعات عن حقوق الإنسان وجماعات حقوق المرأة والمتظاهرات ولحماية حقوق المدافعات عن حقوق الإنسان للدفاع عن حقوق المرأة و حقوق الإنسان وتعزيزها؛

 

 مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات لضمان حماية المرأة في مناطق النزاع وحث الأطراف المشاركة في اتفاق جوبا للسلام على الامتثال لأحكام الاتفاقية المتعلقة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325، بما في ذلك ضمان مشاركة فعالة وهادفة وحقيقية للمدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات والنساء من بناة السلام في اتفاقية السلام؛

 

الخبيرة المعيّنة حديثًا بشأن السودان أداما دينغ لإجراء تحقيق فوري في الانتهاكات والعنف القائم على الجندر ضد المتظاهرات والمدافعات عن حقوق الإنسان، والمشاركة في مشاورات شاملة وواسعة النطاق مع المجتمع المدني بما في ذلك المدافعات عن حقوق الإنسان؛

الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة ذات الصلة، ولا سيما المقرر الخاص المعني بالعنف ضد المرأة، والفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات، والمقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان والمقرر الخاص المعني بحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، لطلب زيارة إلى السودان وإصدار بيان يدين الانتهاكات المتزايدة ضد المدافعات عن حقوق الإنسان والمتظاهرات وجماعات حقوق المرأة في السودان.

 

 

الجهات الموقعة:

 

حركة حقوق المرأة السودانية

التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الخدمة الدولية لحقوق الإنسان

جمعية حقوق المرأة في التنمية

سيسترز ترست، كندا

فرونت لاين ديفندرز